تحليل ذاتي للمشاركات الرقمية: تغريدة طويلة

ملايين التغريدات في تويتر، والصور في انستقرام، والفيديوهات في سنابشات تنشر في الثانية الواحدة، فالمستخدمين لا يملون من نشر آخر التحديثات حول حياتهم، والمواضيع التي يهتمون بها، وهناك بالتأكيد من يقرأ لهم، ويشاهدهم.

لكن، لماذا يلجأ الإنسان للمشاركة في العالم الإفتراضي متجاهلاً عالمه الواقعي؟ ولماذا يحب ويصادق ويتعلق إلكترونياً؟

لطالما أرقتني تلك الأسئلة الإلكترونية، ولكني لم أقرأ حولها أبداً، لا أعلم هل يوجد من كتب عنها كتابة علمية أصلاً أو أني لم أرتب وقتي جيّداً لأتمكن من البحث والقراءة أكثر*، لكني حللتها ذاتياً، حللت مشاركاتي ومشاركات بعض ممن هم حولي وأستطيع الوصول إليهم شخصياً وتقصي أسباب مشاركاتهم.

والذي أعتقده أن الشخص لا يلجأ لرقمنة العلاقات، والمشاركات الشخصية البحتة ( كالمشاكل العائلية أو النفسية … ) إلا إذا لم يجد ما يريده واقعياً، ففي العالم الافتراضي تذوب قيود كثيرة، ولا يهتم من هو أمامك إلا بطرحك، أي ما تختار أن تعرضه بنفسك، أما في الواقع فهناك الكثير من القيود الصلبة، التي يشاهدها الشخص بعينيه، ومن خلالها يتعامل معك.

وبالطبع، غير القيود التي يضعها الأشخاص لأنفسهم، هناك قيود مجتمعية تمنع تكوين العلاقات، وأن يعيش الشخص بالطريقة التي يريدها، ولا أقول أني رافض لتلك القيود المجتمعية، لأن هذا موضوع أكبر مني وقد تساعدني دراسة علم الاجتماع من تكوين رأي فيه، لكنه واقع.

باختصار، لا يعرض الشخص ضعفه في الإنترنت إلا لحاجته، ولأن من حوله لم يعطوه ما يريده، قد لا يكون ما يريده واضحاً، لكنه وجده في الإنترنت طبعاً، حتى من نراهم ( دراما كوين ) هم يبحثون عن شيء ما خفي، ولن يرضوا حتى يصلوا إليه!

وفي الأخير، لا تتوقفوا عن نشر كل شيء جميل في كل مكان، أنشروه لمن حولكم ولمن هم بالإنترنت، فكلنا نسعد لسعادة الآخر.

وشاركوني في التعليقات تحليلاتكم الذاتية أو الموضوعية للمشاركات الرقمية، وشكراً

أضف تعليق