قرأت قبل سنين مثال على إحدى النظريات الفيزيائية، هذا المثال هو ( أثر الفراشة )، وهو -باختصار-: قد تسبب رفرفة جناحي فراشة في الصين، بأعاصير في أمريكا! وقد شرح العلماء هذه النظرية بتفصيل لا أفهمه.
ما شدّني في هذا المثال، هو وجه الشبه بين الفراشة والغياب، عندما سببت تلك الفراشة في الصين، أعاصير في أمريكا، ودمرت منازل، وأهلكت شعباً، هل كانت واعية بما فعلته؟
إن الغائب، لا يعي ما فعله، هو غاب بسبب طبيعي ( كالمرض أو الوفاة )، أو بسبب شخصي ( السفر أو الانفصال )، ولكنّه أثّر بسلسلة من الأشخاص.
أَثر الفراشة لا يُرَى
أَثر الفراشة لا يزولُ
قالها محمود درويش، وفهمتها بأن أثر الغياب لا يُرى .. وأثرُ الغياب لا يزول.
عندما يغيب أحدٌ ما عن حبيبه، فالسلسلة ستنشأ من الحبيب، انتقالاً لمن حوله، كلهم سيتأثرون، وسيعانون فترة قد تكون طويلة حتى يعيدوا بناء شخصٍ تدمّر.
إن المعتادين على العلاقات العابرة هم فراشات لا يعرفون عاقبة ما يفعلونه، لأنهم -ببساطة- ينسون الآخر في لحظة اتمام العبور، فهو يرى الآخر كمحطّة يقف عندها ليزوّد نفسه باحتياجه العاطفي، ثم يمضي ويتوقف عند محطّة أخرى.
لا مبرر لإنهاء حب إلا الكُره، فالحب يعني استعدادك للتضحية، وقابليتك للتحدي، وجاهزيتك للاستمرار.
عند غياب من تحب، ستتمنى أن تموت مشاعرك، لأنها هي وحدها ستؤذيك
ليتني حجر
لا أَحنُّ الى أيِّ شيءٍ
فلا أَمسِ يمضي، ولا الغَدُ يأتي
ولا حاضري يتقدمُ أو يتراجعُ
لا شيء يحدث لي!-محمود درويش
من مشاكل الفراشة أنها جميلة، وتغريك بحسنها، ودوماً ما يشار إليها بالكفاح ( لأنها تحوّلت من دودة ) ، وطيّبة، بعكس الذباب، لأنها لا تنقل الأمراض، ولأن الفراشة ليست صريحة كالذباب، فلا أحد يعرف مقدار الشر الذي تحمله، وأن تدميراً واحداً منها، يساوي ما تفعله عائلة من الذباب في حياتهم كاملة!
لذا، لا تتخذ قرار الغياب، إلا بعد معرفة العواقب، وقياسها، وعلى الأقل لا تهجر شخصاً يحبك وتحبه، حاول وقاتل. فكّر من أجل اللحظات الجميلة فقط.
لقد اوقدت نار الشوق،،ولمست روعة الحياة وجمالها،،
ابدعت يامحمد،،وواصل يابطل
من جهاز الـ iPhone الخاص بي
إعجابإعجاب
“لذا، لا تتخذ قرار الغياب، إلا بعد معرفة العواقب، وقياسها، وعلى الأقل لا تهجر شخصاً يحبك وتحبه، حاول وقاتل. فكّر من أجل اللحظات الجميلة فقط.”
عبارات جميلة تلامس القلب 💜✨
سلمت أناملك يا محمد 🌹👏🏻
إعجابإعجاب