قلت لصديقي مرّة، وبكل كبرياء، أن غالبية من يقرأون لمحمود درويش يقرأونه “موضةً”، ولا يشعرون بعمق المعنى في كلماته، فقال لي أن انتشار محمود درويش بقلّة فهم، أفضل من أن تنتشر كتابات شخص سطحي.
نلاحظ في تويتر، خصوصاً مع أي حدث عالمي انتشر مؤخراً بيننا، أي مع بداية ثورة مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر لنا فئة تقول ( من متى وأنتم تعرفون كذا – الله يرحم أيام أول … الخ ) ، ويحتكرون العمق -إن صحّت التسمية-.
نراهم في كل مجال ثقافي وفني، في وقت جوائز الأوسكار مثلاً، هناك الكثير ممن يستهزئون بمن يتابع الأوسكار لأنهم برأيه جديدون على هذا المجال، أن هؤلاء أخذوها موضة لا تقييم فعلي.
فكّر معي صديقي المستهزئ .. هل متابعة مونديال القاهرة للإعلام ( الذي حصل فيه مسلسل شباب البومب 5 على أفضل مسلسل كوميدي! ) أفضل من متابعة Golden Globes؟
أو هل قراءة ( الحمام لا يطير في بريدة ) أفضل من قراءة أولاد حارتنا لنجيب محفوظ؟
إذاً، دع العالم يتطور بمفرده، ولن يتطور الفرد في قراءته دون أن يقرأ كتاباً مستواه عالٍ، أو لن يتنازل عن مشاهدة باب الحارة حتى يشاهد Game of Thrones ..