خُطْبَةُ الْوَدَاع

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

هذه الخطبة إهداء لكل خريجي سنة 1438هـ 2017م من مرحلة الثانوية العامة.

بدأنا الدراسة في عام 1426هـ 2005م، قبل 12 عاماً بالضبط، وفي أول الأيام بكينا خوفاً من خروج ولي أمرنا من المدرسة، وتُرِكنا مع مجموعة من الغرباء، ونُنْهيها اليوم فرحين.

وقبل أن أسرد لكم سبب فرحتنا، سأقول لطلاب الجامعة النكديين، دعونا نستمتع بلحظتنا، فالسعادة في هذه الأيام تشترى ( وأقصد هنا حرفياً، فالترفيه والضحك ندفع مقابله مبالغ، سواء أكان ترفيهاً رقمياً أو واقعياً ..! )، فدعونا نحتفل، وندفع مئات الريالات لنشتري ما “نكشخ” به أمام الملأ، ولنزعجكم في كل مكان بأننا خريجين، وكأننا ملكنا العالم.

ثم عن سبب سعادتنا، فأقول لكم أننا انتهينا من اثني عشر سنة من الدراسة في عشرات المواد التي لا يربط بعضها ببعض أي شيء، وبعضها لم ولن نستخدمها في حياتنا، وقد لا تتناسب مع قدراتنا الذهنية ولا يمكننا التأقلم معها أصلاً.

وطبعاً اعتقادنا عن الجامعة أننا سندرس في تخصص معيّن، جميع مواده تتمحور حول موضوع واحد، بلا تشتت وكثرة مواد لا فائدة منها.

ثم إن أوقات الدراسة الجامعية أكثر مرونة من المدارس، وبلا رقابة مباشرة عليك، فمن غير المعقول أن يصل الطالب إلى سن الثامنة عشر وما زال ولي أمره يتلقى رسائل عند تأخره أو غيابه أو تفويت اختباره، وكأنه طفل في التاسعة، بل وحتى المشاكل لا تحل ودياً بين إدارة المدرسة والطالب، بل يستدعى ولي الأمر، بعكس الجامعة التي لا تعرف من هو ولي أمرك أصلاً، ولا ترسل له تحديثات أخبارك، ولا تجعلك محكوماً لأوامره، فأنت حر في دراستك، وفي درجاتك، بل وحتى بعدد المواد التي تدرسها وسنين دراستك، وهذا أمر ( نظريًّا ) مريح أكثر من الدراسة العامة.

هذا غير موضوع تقييد الحريّة في المدارس، حيث إن الجوّال ممنوع، وقد تصل حالات “استقعادية” بإدارة المدرسة لمنع إحضار أي شيء من خارج المدرسة، لا قهوة ولا فطور ولا ماء حتى، حتى يستفيد مقصف المدرسة التعيس من أموالنا، ولنزداد شوقاً للحرية أيضاً!

ودخولك للجامعة يجعل منك إنساناً ناضجاً أمام بقية الناس، فالذكر يصبح رجلاً يعتمد عليه أكثر مما يعتمد عليه سابقاً، وشخص ينظر له ولتصرفاته بجديّة، وكذلك الأنثى.

وأخيراً إننا متحمسين جداً للمرحلة القادمة من حياتنا، مرحلة نعتمد فيها على أنفسنا تماماً، بعد ثمانية عشرة سنة نعتمد فيها على أهلنا، من مصاريف واهتمام ورعاية، وأظن أنه جاء الوقت لنعطي لأنفسنا المجال.

11 Comments اضافة لك

  1. ميمونة كتب:

    مبروك التخرج :))
    ومن ناحية الحرية فالجامعة فيها متسع اكثر لكل شيء .
    بقي لي ترم للتخرج وسنوات الجامعة من أجمل السنوات بالصديقات والذكريان التي تجمعنا
    حياة دراسية موفقة

    إعجاب

  2. basma كتب:

    عجبتني جداً..ممكن آخذ منها بعض العبارات لكلمة الخريجة التي سألقيها؟؟

    Sent from my iPhone

    إعجاب

    1. بالتأكيد، لا بأس، ولو ذكرتي اسم مدونتي سأكون شاكر، وإن لم تستطيعي فلا بأس.

      إعجاب

      1. basma كتب:

        شكراً لك، ما أعتقد أقدر لكن بقول لزميلاتي عنها

        إعجاب

  3. Bashayr كتب:

    ولقتني ف عز هنايا .. والدنيا فرح ويايـــــــــــا بتهني حبايبي معايا .. وتقول للكل ارتاحــــــــوا ده مافيش فرحان بالدنيا .. زي الفرحان بنجاحه
    🎓🎓🎓🎓🎓🎓🎈🎈🎈🎈🎉🎉🎉

    إعجاب

  4. Bashayr كتب:

    افرح افرح أبسط شيئ تكافئ به نفسك هو الفرح والف الف مبروك نجاحك وتخرجك
    ولايحق لأي أحد أن يتدخل ويخرب فرحتك حتى وإن جربناها قبلك حنا فرحنا بعد مثلك فليش اخرب فرحة من بعدي بحكم ان مريت بالتجربة قبله نعيش الجو بالعكس المفروض نفرح لكم ونعيش معاكم الفرحة صدقيني له طعم فرحة النجاح اعطيها حقها وعيشها

    إعجاب

    1. الله يبارك فيك ويسعدك

      إعجاب

  5. ألف ألف مبارك التخرج يا محمد ،، وفالك كل خير يا رب 💜

    لحظات التخرج لها رونقها الخاص ومشاعرها التي لا توصف ،، بغض النظر عما سبق التخرج وعما سيأتي من بعده .. لحظات التخرج تستحق أن نعيشها بكامل تفاصيلها وما أجمل أن نشارك تلك اللحظات مع من نحب 💜👌🏻

    تمنياتي لك بحياة رغيدة ومستقبل مشرق بإذن الله 🌹

    إعجاب

    1. الله يبارك فيك يا سيدي ❤️

      إعجاب

  6. مبروك التخرج. بعد مسيرة دراسية مدرسية مهلكة واتمنى بان تحظى باجمل ايام جامعية على الاطلاق.. لا تهتم بأراء الاخرين فخوض التجربة امتع بكثير مما تظن اسعدنا ايضاً بنجاح عظيم ودرجات مفرحة وادام الله الفرح بيننا.

    إعجاب

    1. الله يبارك فيك، شكرا

      Liked by 1 person

أضف تعليق