مسابقة أقرأ .. زاويتين للنظر

أعتقد أن لمسابقة أقرأ أربعة زوايا للنظر، زاوية المشاركة، والريادة، والتنظيم، والإدارة. المشاركة تكون من قبل الطلاب، وهي مقسمة على مراحل المسابقة، تسجيل ثم مقابلات وبعدها الملتقى ثم النهائي، والريادة تكون لنخبة من الأساتذة مهمتهم تقييم المشاركين في الملتقى الإثرائي وتحسين نصوصهم المكتوبة، والمنظمين للمسابقة، وهم من ينشئون مع الفريق الإداري، وهو فريق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، الخطط وينفذونها معاً، لإنتاج مسابقة تليق بالمستوى الثقافي في المنطقة.

لم أحظى كما حظي عبدالكريم الخليفي بأوسع تجربة، فهو شارك كمتسابق ورائد ومنظم للمسابقة، لكني حظيت بتجربة كاملة كمتسابق، وكمنظم أيضاً.

شاركت عام 2014  ووصلت حتى النهائيات، وفي عام 2016 صرت منظماً في كل مراحل المسابقة!

في عام 2014، في الملتقى الإثرائي خصوصاً، كنت في مكان لم أتوقع أن أكون فيه يوماً، الكثير من القراء والقارئات بأعمار مقاربة لعمري، ونخبة من الرواد والرائدات واللذين كانوا يتحملون صغر سني وتفكيري، كان نقلة نوعية فيّ، فمحمد قبل الملتقى حتماً ليس محمد بعد الملتقى، قراءاتي اختلفت، طريقة تعاملي ورؤيتي للحياة تغيرت، كذلك أسلوبي. تجربة الملتقى الإثرائي زادت من عمري 5 سنين، فعلاً أماكن كهذه تزيد من سرعة نضجك وتوسّع أفق فهمك للحياة.

في عام 2016 كنت منظماً في المقابلات الشخصية، كنت من يتصل على المشاركين لأبلغهم بتأهلهم لمرحلة المقابلات الشخصية، سمعت كل ردات الفعل الممكنة، من اندهاش إلى عدم تصديق وأيضاً لا مبالاة، كانت كل المكالمات ممتعة للغاية، لو كنت مأهلاً لأجريت دراسة خاصة على ردود الأفعال من خلال تلك المرحلة!

وبعدها في الملتقى الإثرائي عملت كمسؤول التواصل مع المحاضرين .. بالإضافة لحامل اللواقط! عرفت فيها فريق عمل عظيم، لا يتعبه السهر وقلة النوم، يعشق هذا العمل، ويتجاوز الصعوبات مهما كانت كبيرة، كنا ننجز الأعمال سويةً بدقة وبسرعة وإتقان، طبعاً لا ننسى أوقات الراحة وعصيدة أم رحيق وبقية المأكولات والمشروبات التي كان يجلبها الأصدقاء من الخارج، أوه .. لن أنسى طبعاً مسمى غرفتنا، في اللوحة ( الفريق الإداري )، ولكن في الحقيقة اسمها ( غرفة المجانين ) !

وعرفت في الملتقى شباب وفتيات أجزم أنهم من أفضل وأنقى من رأيت، لأول مره أجلس في مكان يُعتبر الجميع فيه إخوة حقاً، نفرح جميعاً لنفس الحدث، كغناء فيصل أو ميلاد ماريا، ونغضب لنفس الشيء، الدوام المبكّر مثلاً، ونحزن جميعاً، كما جرت العادة في كل سنين أقرأ، يوم الوداع، اليوم الأخير من الملتقى، الذي نكتم فيه الدموع حتى تنفجر، ونودع بعضنا وداعاً حاراً، لأننا نعلم أنه من المستحيل أن نلتقي جميعاً مجدداً في مكان واحد كهذا، نتمنى، لكن لا نقدر.

عشت تجربة لا تنسى، ففي 2014 طورت جانبي الشخصي، من قراءة وتفاعل ونقاش وإلقاء، وفي 2016 تجربة عملية تساوي سنتين في أي مكان آخر، مسابقة أقرأ هي عالم خيالي يتمنى أن يدخله كل قارئ وقارئة.

وفي السطر الأخير، أنا متورط .. لأن لا ختام في أقرأ …

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s